تعددت الأفكار حول العلاقة بين البواسير والتدخين. فمن ناحية، هناك أفكار تتحدث حول مدى أضرار التدخين على مرضى البواسير والزيادة في آلامهم. ومن ناحية أخرى، هنالك من يتحدث عن فائدة التدخين في التخلص من آلام البواسير. سنتحدث في هذا المقال عن كلا الفكرتين المتناقضتين والأمور المتعلقة بهما.

التدخين يساعد على تخفيف آلام البواسير

قد يستغرب البعض من أن التدخين قد يكون مفيدا في علاج آلام مرض ما. خاصة وأن التدخين يعتبر سببا رئيسيا لكثير من الأمراض المميتة والخطيرة أبرزها السرطان. لكن هناك اعتقاد يفيد بأن التدخين يحسن الحالة المزاجية عند المدخنين وبالتالي تتحسن حركة الأمعاء ويسهل اخراج الفضلات من الجسم. سبب هذا التحسن في المزاج، يرجع الى تحفيز النيكوتين للجسم على افراز هرمون “الدوبامين” المعروف بهرمون السعادة. افراز هذا الهرمون ينعكس ايجابا على الجسم بشكل عام مما يساعد المريض على الاسترخاء وتخفيف آلام البواسير أثناء عملية اخراج الفضلات.

النيكوتين يفاقم آلام البواسير

بالمقابل، هناك أبحاث طبية تتحدث عن ضرر النيكوتين الموجود في التبغ وآثاره على مرضى البواسير. حيث تقول هذه الأبحاث أن النيكوتين يسبب الى سحب الماء من الفضلات مما يسبب الى تصلبها وصعوبة اخراجها من الجسم وحدوث الامساك الذي يعتبر من أبرز أسباب البواسير.

التدخين والأوعية الدموية

بما أن الأوعية الدموية المنتفخة (البواسير) تعتبر جزءا من الأوعية الدموية المعدية المعوية، لا يزال التدخين سببا مباشرا في تلفها مثلها مثل باقي الأوعية الدموية الموجودة في الجسم. حيث أن التدخين يصيب جدران الأوعية الدموية و عضلاتها العاصرة عبر إطلاق أول أكسيد الكربون مما يسبب نقص في الأكسجة والتهابات في الأوعية وضعف كبير في العضلات العاصرة.

دراسة على علاقة التدخين بالبواسير

من أجل الحصول على معلومات توضح العلاقة بين التدخين والبواسير، أجرت رابطة إصابات الأوعية الدموية “البواسير” مع تدخين السجائر  دراسة بين عامي 2013 و 2015. هذه الدراسة شملت 242 مريضا يعانون من مرض البواسير. وقد تم تقسيم المرضى الى مجموعتين، المجموعة الأولى كانت تضم مدخنين حاليين ومدخنين سابقين. أما المجموعة الثانية كانت تضم مرضى لم يقوموا بالتدخين طوال حياتهم. حيث أخذت هذه الدراسة فيما يخص المرضى عدة معايير في عين الاعتبار. مثال على هذه المعايير كان العمر والجنس والعرق وحجم الجسم ومدة التدخين الحالي ومدة التدخين السابق ومعلومات ديموغرافية أيضا.

نتيجة الدراسة أوضحت أن نسبة الإصابة بمرض البواسير عند المدخنين أكبر ب 2.4 مرة من عند غير المدخنين. بالإضافة الى ذلك، لم تجد الدراسة فرقا من حيث نسبة الإصابة بين المدخنين الذكور وبين المدخنين الإناث. كذلك لم يكن هناك فرقا بين المدخنين الحاليين وبين المدخنين السابقين.